هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العرب في الولايات المتحدة .. بين الأحلام و الواقع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mustapha
المدير العام
المدير العام
mustapha


عدد الرسائل : 399
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 22/01/2008

العرب في الولايات المتحدة .. بين الأحلام و الواقع Empty
مُساهمةموضوع: العرب في الولايات المتحدة .. بين الأحلام و الواقع   العرب في الولايات المتحدة .. بين الأحلام و الواقع Emptyالسبت فبراير 23, 2008 3:07 pm

رحلوا عن ديارهم ، هجروها ، بعد أن داعبت أحلام الثورة ، ونادتهم الأضواء الخاطفة ، واعدة بحياة هانئة و عيشة راضية . منهم من شد الرحال إلى غير عودة ، و منهم من عقد العزم وعاهد نفسه على العودة بعد حين ، و نهم من ترك الأيام تحديد مجرى حياته ، جمعهم حلم واحد... حياة أفضل .. فاجأهم الواقع بقسوة ، و لم تكن طريقهم مفروشة بالزهور ، فالحياة في الولايات المتحدة الأمريكية اعقد و أصعب مما رسمت لهم أفلام هوليود ، وراحت الأيام و السنون تعبث بأحلامهم ، لتعلمهم أن حلمهم سهل ممتنع ، وان عليهم أن يعملوا جاهدين ، ولتعلمهم كذلك أن ذاك الكبرياء الذي كبحهم من امتهان أعمالا وهينة في ديارهم ، لا محال له هنا فلا باس ، علها أياما معدودات ، وليفعلوا المستطاع إلى حين ، بعدئذ ، يخلق الله مالا يعلمون ..
تمر بهم الأيام و السنون ، لتنمو لأصحاب الأحلام اسر ، زوجات و أطفال ، ليقف بعدها أصحابنا عند مفترق الطرق ، ولتبدأ هواجس تربية أطفالهم تؤرقهم....

ماذا عساهم فاعلين ، هل ينشئون أبناءهم كما أنشاهم إباؤهم ، على الدين و اللغة و القومية العربية ، و كيف يتسنى لهم ذلك في مجتمع لازال غريباً عنهم على الرغم من مرور الزمن ، هل يتركون فلذات أكبادهم الحبل على الغارب ، ليمارسوا حياة رفاقهم من الأمريكيين ، ناسين أو متناسين لأصولهم و قيمهم .... ، أم أن الاعتدال سيد الأحكام ...؟

تلك هواجس تؤرق الكثيرين من العرب المقيمين في الولايات المتحدة ، فالاندماج في المجتمع مع المحافظة على الهوية ليس بالأمر الهين ، بل قد يشكل معضلة للكثيرين ، فالمعادلة صعبة ، معطياتها تباين الثقافة و اللغة و الدين ، وربما انسجام في الأحلام و الطموحات ، فهل لأحد كفتا الميزان أن ترجح ، فإما أن يعزل أصحابنا أنفسهم عن الفضائهم المحيط ، أو أن عليهم التغاضي المشكلة ، إقناع أنفسهم بأنهم جزء من هذا المجتمع ، ولا ضير فلنكن هنا أقلية ، و ليسموننا " العرب الأمريكيين " ، على كل ما يحمله هذا المسمى من تناقضات .

لم يعد الأمر يتعلق بأحلامهم ، فقد تحول ألان إلى واقع أطفالهم و مستقبل جيل جديد . تتكرر هذه الظاهرة كل يوم ، فأعداد المهاجرين العرب إلى الولايات المتحدة ، و التي تقرر بما يزيد عن 3.5 مليون ، هي في اضطراد مستقر ، على الرغم من كل ما يتداول عن الصعوبات و التحديات التي لحقت براغي الهجرة منذ إحداث الحادي عشر من سبتمبر الشهير ، و برغم هذه الصعوبات ، إلا إن الكثيرين يحاولون جاهدين الفرار من بلادهم العربية لأسبابٍ جمة ، لا تخفي على القاصي و لا الداني .

و تظهر في كل يوم أعداد تضاف إلى أجيال جديدة ، اختلط الأمر على كثير منها ، لتبات في شيء من الحيرة فيما يتعلق بهويتها الثقافية و العرقية .

وعلى انه من الصعوبة بمكان التهميم هنا بوصف تجارب أصحاب الأصول العربية ، فلكل تجربة فرديتها و خصوصيتها ، سيما في ظل شح الدراسات الموضوعية و ندرتها في هذا المجال ،إلا هناك نمط شبه سائد في أوساطهم ومن ملاحظاتهم عن هذه الظاهرة ، بل إننا نرى ردود فعل بأطياف متعددة في محاولة لاستدراك الأمر و لرأب شيء من الصداع ، تارة من خلال إنشاء معاهد و مدارس للغة ، و تارة من خلال التواصل مع البلد الأم ، و تارات أخرى في محاولات الأهالي التواصل مع أطفالهم بلهجاتهم الأصلية و هو اضعف الإيمان ( اللهجات العامية في السواد الأعظم )

" أم خالد " أم عربية لأربعة أطفال ، تقيم في ولاية تكساس الأمريكية ، وهي من أصول سورية ، تنازعها نفسها بين أطفالها ، بعد أن قامت بإرسال بكريها إلى دمشق للالتحاق بمقاعد الدراسة هناك ، وليقيما مع جديهما بهدف التعرف عن كثب – و لو لفترة محدودة- على نمط الحياة الذي ترعرعت هي في ظله ، بيد أن إيثارها إعطاء طفليها هذه الفرصة الفريدة ، كان لها دافعاً قوياً ، من اجله تحتمل مرارة البعد عن طفليها ، عبء تفرق إفراد الأسرة ألاف الأميال و ترى " أم خالد " إن مراقبتها لتجارب من سبقوها إلى الولايات المتحدة شكله لديها حافزاً قوياً ، بعد أن رصدت – كما يرصد الكثيرون – نماذج عدة لمن هاجروا، و لم يعيروا الحرص و العناية الكافيين لغرس بذور الثقافة و اللغة و الدين لدى أبنائهم ، لينتهي بهم الأمر بعائلات متنافرة ، تتباين فيهما الأجيال في النشأة و الثقافة و الانتماء.

لقد كانت خيارات " أم خالد " محدودة ، فبعد أن دأبت جاهدة محاولة تعليم صغارها أصول و قواعد اللغة و الدين على نفيها ، خلصت إلى تلك الجهود لم تعد كافية ، فأطفالها يكبرون و تكبر معهم التحديات و المغريات .
العرب في الولايات المتحدة .. بين الأحلام و الواقع 1203362726
لم يتوفر لام خالد خيار وجود مدرسة عربية في مدينتها الواعدة ، و التي تخطو فيها أول مدرسة عربية أولى خطواتها العثرة ، كما هو الحال للعديد من المدارس العربية في الولايات المتحدة ، و التي لا يتجاوز إعدادها بضع عشرات تتركز في المدن و الولايات ذات التجمعات الكبرى للجاليات العربية المسلمة علاوة على أنها ترى – كما يرى الكثيرين – إن إلحاق أبنائها بالمدارس العربية قد يشكل لديهم تحدياً من نوع تخر ، خاصة في ظل الهجمة القوية عليها بحجة كونها مصدراً لتعليم ايدولوجيا و أفكار إرهابيه معاديه للغرب .

إن " أم خالد " مثل حي للكثير من " العرب الأمريكيين " الذين علقوا بين مطرقة محدودية الفرص في بلادهم ، و سندان تحديات تربية الأطفال في بيئة تختلف عن تلك التي عرفوها و ألفوها .

ويبقى السؤال الأصعب ، هو في تحديد ماهية هذه النتائج ، فهل يدرك أصحابنا حقاً كُنه ما يصبون إليه .....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://minbar.yoo7.com
 
العرب في الولايات المتحدة .. بين الأحلام و الواقع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنبر العام :: الحوارات والقضايا الساخنة-
انتقل الى: