هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 "الرأي العام العربي" في عنق الزجاجة !

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mustapha
المدير العام
المدير العام
mustapha


عدد الرسائل : 399
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 22/01/2008

"الرأي العام العربي" في عنق الزجاجة ! Empty
مُساهمةموضوع: "الرأي العام العربي" في عنق الزجاجة !   "الرأي العام العربي" في عنق الزجاجة ! Emptyالسبت فبراير 23, 2008 3:53 pm

كثيرا ما يشير المثقفون والإعلاميون العرب إلى رأي الشعوب العربية بوصفه "الشارع العربي"، فيما يُستخدم مصطلح "الرأي العام" للإشارة إلى الشعوب الأوروبية والأمريكية. ولعل قليل من التركيز في مصطلحات فيصل القاسم أثناء إدارته لحرب الآراء في برنامجه "الاتجاه المعاكس" كفيل بأن تؤكد هذا الفكرة! وتبرز هنا عدة تساؤلات حول وجود "الرأي العام العربي" والسبب في وصف رأي هذا الشعب الممتد من المحيط للخليج بـ"الشارع العربي".
وفي الحقيقة، هذا الاختلاف في المصطلحات ليس عبثياً أو تكريساً لرؤية لها جذور في الثقافة العربية عن وجود "نخبة" مثقفة و"جمهور" غير مثقف، بل نتيجة طبيعية لغياب آليات علمية ومنظمة تتشكل من خلاله ما يسمى بـ"الرأي العام". ولعله من الضروري بداية أن نجيب عن السؤال التالي : ما هو الرأي العام؟
للرأي العام أبعادا سياسية واجتماعية وثقافية عديدة، وهذا المفهوم مرتبط بشكل أساسي بالحياة السياسية في الدول الديمقراطية والإعلام وبالقضايا المجتمعية. فالرأي العام هو الشكل الذي تعبر فيه جماعة ما أو أغلبيته عن مواقفها وآرائها حول قضية تتسم بطابعها العلني والعام سواء كانت قضية سياسية، اقتصادية، اجتماعية أو حتى ثقافية. ويمكن لهذه الجماعة أن تكون على مستوى محلي (مدينة مثلا) أو وطني (دولة) أو إقليمي(الاتحاد الأوروبي أو الدول العربية) أو دولي (على مستوى العالم).
وهكذا نستطيع علميا أن نصنف الرأي العام العربي بالـ"إقليمي"، وقد يعترض البعض من منطلق أن الدول العربية كينونة واحدة في الأصل وليست مجموعة دول. وبغض النظر توجد سمات يتيمز به الرأي العام كونه يعبر عن رأي الأغلبية، فالإجماع على رأي واحد ليس شرطا. كما أن الرأي العام يهتم بقضية علنية وعامة تهم أكبر عدد من الناس، وقد تتحول قضية خاصة إلى قضية عامة بفعل عوامل عديدة على رأسها دور الإعلام. والرأي العام ليس ثابتا بل يتميز بطابعه المتحرك بتغير الأحداث ومرور الزمن، ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك تحول الرأي العام الأمريكي من دعمه للحرب الأمريكية على العراق إلى الرفض والاحتجاج عليها بعدما تكشفت دوافعها والمآسي الناتجة عنها.

مصنع الآراء !

ولكن كيف تتكون الآراء؟ وهل توجد آليات لـ"صناعة الرأي العام"؟ تخضع عملية تكوين الرأي على المستوى الفردي لعدة عوامل منها موضوعية كالفئة العمرية والاجتماعية، وأخرى متعلقة بمؤسسات التنشئة الاجتماعية كالمدرسة والبيت، وفي مراحل متقدمة تساهم مؤسسات المجتمع كالجمعيات والنقابات في بلورة رأي الفرد. وللأسف نجد بأن دور هذه المؤسسات الاجتماعية في الوطن العربي مهمشا بسبب انعدام الحريات أو قلتها. ومن جهة أخرى، نجد بأن الغرب قد طور آليات يزعم بأنها قادرة على "صناعة الرأي العام" باستخدام وسائل الإعلام، والتسويق السياسي والاجتماعي، والبروباجندا والإشاعة. ولا تتوانى هذه الجهات المتمثلة بالأحزاب والجماعات وحتى الحكومات في ممارسة هذه الآليات على شعوبها أو شعوب أخرى لأغراض سياسية واقتصادية.
الرأي عام قابل للقياس (استطلاعات الرأي) باستخدام منهجية الاستمارة على عينة ممثلة للجماعة. وهنا تكمن الصعوبة في الوطن العربي، إذ تواجه هذه العملية مصاعب عديدة منها ضعف دور وسائل الإعلام ونقص المعلومات في كثير من الأحيان لتكوين الآراء.كما أن عدم اعتماد السياسات الحكومية على الدراسات لمعرفة آراء الشعوب سبب أساسي. بالمقابل نجد الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال الذي يعتمد على الدراسات الكيفية في الـeurobarometer للتعرف على آراء شعوبها حول السياسات الحكومية قبل وبعد إصدار القوانين.

ونتيجة لعدة عوامل نجد بأن الرأي العام العربي لا زال يعاني في بعض الأحيان من انعدام النضج بسبب النقص الفادح في المعلومات في قضايا عديدة على مستوى الدولة على سبيل المثال، إذ نجد بأن الحكومات العربية تعيش في حالة تكتم مستمرة في مستويات عديدة. كما أن الرأي العام العربي يعيش حالة جمود بسبب قلة الجدل والحوار بين أفرادها وتياراتها الذي يؤدي إلى تغير الآراء.أيضا، يتأثر الرأي العام في الوطن العربي كثيرا بالعلاقات الاجتماعية، كالقبيلة والأسرة التي تقيد رأي الفرد في إطار ضيق. وفي المقابل، نجد بأن الحالة "الصحية" للرأي العام تكتمل عندما يكون مبنيا على أساس قوي من المعلومات يجعله متنورا، ومتسامحا نتيجة الحوار الفكري.


وتعتبر استطلاعات الرأي الآلية الأبرز في تشكل الرأي العام إلى جانب الانتخابات والإعلام التقليدي والجديد. وللأسف يكاد يغيب مصطلح "استطلاعات الرأي" عن أذهان الكثيرين في الوطن العربي لندرتها! أما الانتخابات فهي إن وجدت تخضع للتلاعب بنتائجها، أما الإعلام فلا زال منقسما بين حكومي نخبوي وخاص تجاري يمارس أبشع أنواع التسطيح والتجهيل على شبابنا وأطفالنا.ومن جهة أخرى، يعلب الإعلام الجديد الدور الأبرز وإن كان لا يزال بسيطا في كسر هذا الحصار المفروض على رأي الشعوب العربية. وهكذا نرى بأن أغلبية آليات تشكل الرأي العام مهمشة أو غائبة مما يجعلنا حذرين جدا من استخدام مصطلع "الرأي العام العربي".

نستنتج بأن الرأي العام العربي يواجع صعوبات على مستويين: الأول في مرحلة تكوين الرأي سببه نقص المعلومات وقلة الجدل وضعف دور المؤسسات الاجتماعية، والثاني في مرحلة قياس الرأي العام العربي لقلة أو ندرة استطلاعات الرأي والانتخابات.


الحرية هي الحل!!

ويكمن الحل للخروج من هذه المشكلة في كلمة واحدة : الحرية !! وتلعب عوامل عديدة دورا هاما في ظهور الرأي العربي منها انتشار التعليم، وظهور بعض وسائل الإعلام التقليدية التي تتمتع بالحرية في طرح القضايا والمناقشة. وهنا يجب الإشارة إلى الدور الهام الذي يلعبه الإعلام الجديد متمثلا في المواقع والمنتديات والمدونات على شبكة الإنترنت في كسر جدار الصمت من خلال ظهور صحافة المواطن، واستطلاعات الرأي الالكترونية (مع افتقارها للأسس العلمية للقياس) في جو من الحرية خارج عن سيطرة الحكومات الاستبدادية. كما ظهرت في السنوات الأخيرة عددا من مراكز استطلاع الرأي في اليمن والبحرين ولبنان وفلسطين ومصر بعضها مراكز حكومية وأخرى خاصة وأخرى تتلقى تمويلا من "الخارج".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://minbar.yoo7.com
 
"الرأي العام العربي" في عنق الزجاجة !
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنبر العام :: الحوارات والقضايا الساخنة-
انتقل الى: