العنف لا يولد الا العنف

قبل الحديث عن العنف وغيره أود التطرق إلى تعريف ما هو العنف السياسي وهو كما يلي :

" تطلق عبارة العنف السياسي على الأعمال والممارسات الموجهة من قبل الدولة أو منظمات سياسية ضد الأفراد أو المجموعات الخاضعة تحت سيطرتها . وترتبط موضوعة العنف السياسي ضد الأشخاص بالوضع السياسي الذي يعيشون في ظله. ومن المؤكد أن الأشخاص الذين يعيشون في ظل ظروف حرب ، احتلال ، أو قمع سياسي هم أكثر عرضة للعنف السياسي. والشعب الفلسطيني الذي يعاني من ظروف احتلال وما تمخض عنه من عنف سياسي منذ أكثر من خمسون عاما، لا بد وأن اثر ذلك وبشكل كبير على الشخصية الفلسطينية وعلى سلوكيات الأفراد وفي تعاملهم مع ذاتهم ومع قضاياهم الحياتية العامة والخاصة "
رنا النشاشيبي .

من خلال التعريف السابق يتضح أن العنف شيء مخطط وليس هكذا محض الصدفة أو العشوائية بل بالعكس هو شيء مخطط وهادف وله هدف معين ، وإن كنا نحكي عن العنف ضد فلسطين والفلسطينيين لهو معنى كبير جدا يحوي في طياته هدم لكل الإنجازات والمقدرات الوطنية الفلسطينية على مدار القضية الفلسطينية .

أحداث يوم الجمعة أشعرتني وكأنني لست في غزة ، أحسست وكأنني في عالم الغاب ، الضرب والاعتقال هنا وهناك ، فأنا متأكد أن الأمور لو تم علاجها بشكل آخر غير مواجهتها بالعنف لكان هناك حل يرضي جميع الأطراف ، إلا وانه الطرفين عنيد برأيه لا يأبه برأي الكل الفلسطيني له أن ينفذ مخططاته الخاصة وما يريه من وجهة نظره الضيقة .

أتذكر في مقال سابق قلت فيه أن حركتي فتح وحماس ليس بالحركتان الصغيرتان لكي لا يأخذ على أيديهما بل بالعكس هما يمثلان النصف الفلسطيني أو أكثر ولهذا يجب عليهما الحرص بكل أفعالهما ، وبالتالي تجنبنا الكثير من الأفعال التي تمت بشكل خاطيء خلال الفترة السابقة وفي هذه الحالة يوفرون على المجتمع الفلسطيني الكثير من العنف .

المتتبع للوضع الراهن يرى أنه قد تم تسخير كل شيء لتقاذف الاتهامات وتبرير الكثير من الأفعال من خلال مختلف وسائل الإعلام ، وليس هذا فقط بل تعداه إلى التشكيك في الآخر . . أأمل من كل الأطراف أن يأخذوا الحذر كل الحذر في التعامل مع الكل الفلسطيني وليس التخصيص في المعاملة ، أرجو التجاوب لمطالب الشعب والاستماع لهم ، والجلوس والحوار ليس إلا الحوار هو الحل ، وكذلك يجب علينا الحذر من مخططات المحتل القذرة والذي بدأها بالاغتيالات والاجتياحات المتكررة وهناك عدد من الشهداء سقط في الفترة السابقة في ظل عنف ما بين الأخوة . .

أرجو أن نخرج من الدائرة الضيقة إلى الدائرة الأوسع ولنرى فلسطين كل فلسطين ، هذه فلسطين التي ضحينا من اجلها كثيرا ، ولنحاول جاهدين التوصل لحل يريحنا من كل هذا العنف وإنها دائرة مغلقة تدور في نفس السياق فالعنف لا يولد إلا العنف . . .

محمود عصفور