mustapha المدير العام
عدد الرسائل : 399 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 22/01/2008
| موضوع: إشكالية الإعلام وغزو البلاي ستيشن الإثنين فبراير 25, 2008 10:28 am | |
| واجهتنا ورشة الإعلام التي استضافتها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران والتي ضمت نخبة مميزة من المسؤولين بوزارة الثقافة والإعلام ورؤساء التحرير ومختصين محليين وأجانب في هذا المجال، بواحدة من الحقائق التي كنا نغمض العين عنها، وهي الاعتراف بضعف العنصر البشري ووجود فجوة بين سوق العمل ومخرجاته، وفقدان التجريب وتغلغل البيروقراطية. الصراحة التي ميزت جلسات عمل الورشة فاقت كل حدود، واعترف الأكاديميون أنفسهم وصلت لأن لا يمانع مسؤلون كبار في حجم وكيل الوزارة الدكتور عبد الله الجاسر من القول في حفل الافتتاح وحسبما نشرته جريدة اليوم الأحد الماضي بأن ((التسرع في سعودة الإعلام السعودي أفقده الالتصاق بالخبرات العربية وأصبح أغلب البارزين من غير المتخصصين)) والدكتور الجاسر بصراحته المعهودة قال أمام ورشة العمل أن "خريجي أقسام الإعلام بالجامعات السعودية لا يستفاد منهم كثيراً في سوق العمل)) ليفسر بذلك ما كشف عنه رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم البعيز من أن ((نحو 49 في المئة من الطلاب لم يكن الإعلام خيارهم الأول، فيما 42 في المئة أجبروا لدخول القسم)). هذه المناقشات الشفافة، ذكرتني بما دار في لقاء التربية الإعلامية الذي حضرته بالرياض قبل أسبوعين وبحضور نخبة من المختصين والتربويين من داخل المملكة وخارجها، اعترفوا جميعاً بوجود قصور ما في تربيتنا إعلامياً وتضارب الفهم حول حقيقة العمل الإعلامي وما يتعلق بوجهته التربوية وتأثيره على الصورة العامة، حيث أشارت معظم أوراق العمل إلى غياب شبه تام لهذا المفهوم في الوسط التربوي الذي للأسف لا يحاول الخروج عن النمطية والتكرار ونفس ما نشكو منه من حشو وتلقين، أي تصدير صورة ما ننقده في بيئتنا التعليمية لمستويات أعلى وأوسع. أكاديمي مثل الدكتور عبد المحسن الباز، فجعنا بعدة حقائق، رغم أن بعضها سبق الشكوى منه عبر وسائل الإعلام، خصوصاً ما يتعلق منها بألعاب البلاي ستيشن، التي تعد ظاهرة لا يخلو منها أي بيت، الدكتور الباز قال إن غزو البلاي ستيشن أكثر خطر وأشد فتكاً من أي فضائيات، لأنه في النهاية يقود الطفل إلى عزلة وغربة داخل منزله، وعرض أمام الحضور نموذج لألعاب يتساءل هو ونتساءل نحن كيف اخترقت مثل هذه الاسطوانات المدمجة والألعاب مجتمعنا، بعضها شبه إباحي والبعض الآخر ينمي غرائزهم العدوانية؟ بالطيع لا أحد يستطيع التقليل من جهود وزارة الثقافة والإعلام وأجهزتها الرقابية في مصادرة مثل هذه الألعاب، ومنعها، لكن تسربها وعلى مثل هذه الأجهزة يثير الشك، إما في طريقة الاختراق أو في عدم وجود مراقبين بالقدر الثقافي العالي الذي يتيح لهم معرفة ماذا يدور بلغات هذه الاسطوانات، ودون افتراض لأي حسن نية في مثل هذه القضايا.. لأنها تتعلق أولاً وأخيراً بوضع ونفسية أطفالنا الذين يواجهون ضغط المناهج في المدرسة وانعزالية غير متوقعة في المنزل. فاطمة القحطاني | | |
| |
|