هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مرسلو الأس أم أس يدفعون للفضائيات ويشترون الوهم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mustapha
المدير العام
المدير العام
mustapha


عدد الرسائل : 399
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 22/01/2008

مرسلو الأس أم أس يدفعون للفضائيات ويشترون الوهم Empty
مُساهمةموضوع: مرسلو الأس أم أس يدفعون للفضائيات ويشترون الوهم   مرسلو الأس أم أس يدفعون للفضائيات ويشترون الوهم Emptyالإثنين فبراير 25, 2008 10:38 am

أمام غياب شبه كامل، لصناديق الاقتراع والعمل السياسي وحقوق التعبير عن الرأي والجمعيات الأهلية والنشاطات المدنية علي الأرض العربية، يتولي الفضاء الخارجي والأقمار الصناعية، مهمة خلق عالم افتراضي لإبداء الرأي وممارسة الحقوق الطبيعة للبشر من تصويت وانتخاب وإدلاء الرأي والتعبير بكل الوسائط والوسائل المتاحة.
وفي ظل تواطؤ بين الاستثمارات السريعة الربح والحكومات المتغاضية مع وجود المناطق الإعلامية الحرة الرخيصة التكلفة، نمت المحطات التلفزيونية التجارية كطفيليات لتدخل البيوت، فارضة مفاهيم جديدة للرأي العام، مستفيدة مما يسمي بثورة الاتصالات ولكن علي الطريقة العربية.

السم بلا دسم

لا تحتاج الفضائيات التجارية إلي طواقم محترفة للعمل، فأي فكرة مسبقة الصنع يمكن لها أن تجذب المشاهدين، فيكتفي البعض بالكليبات والأغاني، ويحاول البعض أنتاج برامج بمضامين تنافسية، تعرض ضمن حيز ضيق لا يتعدي نصف الشاشة ويخصص النصف الأخر لنصب الأفخاخ والإعلان عنها ويفرد الجزء الأسفل من الشاشة لممارسة المحادثات وتبادل السلامات.
كل ذلك تحت أشراف مسؤول مدرب في غرفة التحكم، يدخل بأسماء مستعارة يحرض المتصلين ويتواصل معهم كأنه واحد منهم وغالبا وما يدخل بألقاب أنوثية مثير للشهية.

حمي المسابقات

مسابقات لكل شيء، لأجمل صوت، وأروع ثوب، ألذ طبخة وأطرف نكتة، والنتيجة أطول أذنين وفواتير من العيار الثقيل في آخر الشهر.
رسالة بثلاث دولارات تمنح مستخدمها اسما مستعارا يدخل به عالما كل شيء به غير واقعي، ما عدا الهدر الحتمي للوقت والمال ليتبين أنهما لا يشكلان مشكلة لدي هذا النوع من المشاهدين.
المتحاورون يتبادلون الأشواق والمواعيد الافتراضية، متخاصمين أحيانا متحابين أحايين.
فـ قيصر الحب يمسّي علي بنت البادية و وأحلي عيون تبحث عن حب صادق و عاشق الغسق يرسل تنهيدات لا تنتهي أما المطلقة اليائسة لا تجد من تثق به، ليسارع "البدوي المتحضر مؤكدا خطأ رأيها، يرد خفاش الليل بسلام علي الحلوين بينما ينشغل خربوش اليم بإضحاك الأرملة الحزينة يدخل دودي المهضوم علي الخط، يتأهب سم العقرب للمنازلة يغادر راعي لاندكروزر مسلما علي الجميع داعيهم لتهدئة.
يتدخل المشرف تحت اسم حبيب الكل طالبا انتخاب سيد الشاشة أو ملك التشات تتسارع أسماء جديدة للحلبة، ينتصر التنبل المفلس يوضع اسمه الافتراضي علي قائمة الشرف لمدة أسبوع.
ويصل الأمر بأن يتصل أحد المشاهدين طالبا إعادة الكليب الذي أذيع قبل قليل مهددا بإيقافه لإرسال الرسائل في حال عدم الاستجابة، لتسارع المحطة بتلبة طلبه معيدة نفس الكليب عدة مرات، فالزبون دسم ويدفع ما يزيد عن ثلاثمائة دولار يوميا.

ضحايا الفضائيات

مسابقات للغناء وأخري للأزياء، مسابقات لنجوم الطرب،أو لنيازك الرقص وتتوالي الرسائل النصية علي الأرقام، يتحمس الجميع لمطرب شاب أو لعارضة ممشوقة،تنطلي الحيلة علي الجميع، يستجمع أهل المشاركين وأصدقائهم ذاكرتهم يطلبون العون والمعونة من الأقارب ولأباعد، لتصل حصيلة إحدي العائلات بفواتير تناهز المليون درهم ويخرج أبنهم الموهوب من الدور الأول.
المنسق ومراقب المحادثات، لا يرعوي بابتكار وسائل الجذب ونصب الأفخاخ للناس، ويتباهي أحد المنسقين، أنه استطاع إدخال خمسة وعشرين مليون درهم خلال أسبوع واحد لأحدي الفضائيات، عبر دعوة وجهها للمشاهدين لتصويت لملك التشات ثم ليتدخل محرضا النعارات القبيلة العشائرية متقمصا ألقاب القبائل والعشائر، تصل الدعوات بسرعة فيبادر الأشاوس لذود عن حمي العشيرة والقبيلة والطائفة تنهال الرسائل النصية من هنا وهناك، بينما يفرك صاحب المحطة يديه راضيا يوزع الغنائم، علي الشركات المزودة للخدمة وشركات الاتصالات، ويفتح بالباقي محطة جديدة تدر أرباحا طائلة بأيسر السبل.
لوثة وحمي الأس أم أس، لم تقتصر علي المحطات التجارية، بل طالت بعض المحطات المعروفة، إذا خصصت الهزيع المتبقي من الليل للمحادثة والرسائل النصية وألعاب الذكاء، بصحبة مذيعة أو عروض فيديو كليب ملتهبة، لتأخذ حصتها من كعكة الأس أم أس دون أي جهد يذكر، ولم تقاوم بعض المحطات الدينية إغراء العائدات، فابتكرت لمشاهديها مواضيع علي مقاس مشاعرهم عبر سماحها لهم ببعث نفحات الإيمان من خلال الرسائل النصية، محافظة علي جديتها ورزانتها، لكن بنفس التسعيرة الموجودة علي باقي المحطات.
ونتيجة عدم إلمام الرقيب باللهجات المحلية للدول العربية يتمكن المشاهدين الكرام من تمرير عبارات سوقية من العيار الثقيل أو كلمات استهزاء والسخرية من الطوائف والشيع والقبائل فكادت أحدي هذه المراسلات لأن تتسبب بمشكلة حقيقة في إحدي الدول العربية، تم تدخل علي مستوي وزير لحلها.
بين جمهور مستهتر سهل القيادة سريع العطب وبين محطات تلفزيونية لا تمت للأعلام بصلة يتواصل هدر المزيد من الوقت والمال والجهد العربي في شراء الوهم وإفلاس العقل الروح.


المقال منشور في جريدة القدس العربي 19-10-2006
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://minbar.yoo7.com
 
مرسلو الأس أم أس يدفعون للفضائيات ويشترون الوهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منبر الثقافة و المجتمع :: مقالات-
انتقل الى: