هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mustapha
المدير العام
المدير العام
mustapha


عدد الرسائل : 399
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 22/01/2008

وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم   وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم Emptyالسبت أبريل 05, 2008 1:42 pm

روى الإمام الترمذي رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يُعَلِّمُ من يعملُ بهن؟)) فقال أبو هريرة رضي الله عنه فقلت: أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي فعد خمسًا وقال: ((اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا، وأحبَّ للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب)). أيها الإخوة، لقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الكلمات أمورًا عظيمة، وأوصى بوصايا جليلة جديرة منا بوقفات تأمل وتدبر وسعي دؤوب للاستجابة والامتثال. ((اتق المحارم تكن أعبد الناس))، هذه المحارم هي حِمى الله تعالى في أرضه، يجب أن تصان وتعظّم وتحترم كما يصان حمى ملوك أرض ويمنع، في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله في أرضه محارمه)).ونحن حين ننظر في واقع كثير من الناس في هذه الأيام نرى تساهلاً عظيمًا وتفريطًا كبيرًا في مواقعة هذه المحارم وعدم الاكتراث بكثير منها، فها أنت ترى من الناس من يستحل ما وقع في يديه من المال أو وصل إليه بأي طريق كان حَلَّ أو حَرُمَ، بل منهم من يقاضي غيره ويخاصمه وهو مبطل لكنه أوتي من الفصاحة والقوة في إظهار حجته ما يستطيع به غلبة خصمه، وكم تمتلئ المحاكم بقضايا من هذا النوع، وتلك معصية ما أعظمها!! عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إليَّ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار)).قال ابن كثير: "اعلم ـ يا ابن آدم ـ أن قضاء القاضي لا يُحِلُّ لك حرامًا ولا يُحِقُّ لك باطلاً، وإنما يقضي القاضي بنحو ما يرى وتشهد به الشهود، والقاضي بشر يخطئ ويصيب. واعلموا أن من قُضِيَ له بباطل أن خصومته لم تنقضِ حتى يجمع الله بينهما يوم القيامة فيقضي على المبطل للمحقّ بأجود مما قُضِيَ به للمبطل على المحقّ في الدنيا". فأمرُ حقوق الناس وأموالهم من أعظم ما ينبغي العناية به، ولو كان الرجل على درجة من الصلاح والتقوى والمحافظة الصلوات ولزوم المساجد ما نفعه ذلك شيئًا حتى يؤدّيَ الحقوق إلى أهلها. قال وهب بن الورد: "لو قمت مقام هذه السارية لم ينفعك شيءٌ حتى تنظر ما يدخل في بطنك حلال أو حرام".أيها المؤمنون، إن المحارم التي ينبغي أن تتَّقَى كثيرة في السمع والبصر واللسان والجوارح جميعًا، ولسوف يسأل الإنسان عن ذلك كلّه، (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً) [الإسراء:36]. عباد الله، إنّ مَن عَظَّمَ الله تعالى في نفسه كان أبعدَ الناس عن المحارم، قال بلال بن سعد رحمه الله: "لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى من عصيتَ"، وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: "بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله"، وقال ابن عباس رضي الله عنه: (يا صاحب الذنب، لا تأمن سوء عاقبته، ولَمَا يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته، قلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال وأنت على الذنب أعظم من الذنب، وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب، وفرحك بالذنب إذا ظفرتَ به أعظم من الذنب، وحزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب، وخوفك من الريح إذا حركت سترَ بابك وأنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب إذا عملته).أيها المؤمنون، أما الوصية الثانية فهي قوله: ((وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس))، فالغنى في الحقيقة هو غنى النفس، فليس الغنى بكثرة ما جمع الإنسان من حطام الدنيا. وهذه القضية على بداهتها وقع فيها خلل كبير عند كثير من الناس، فتراهم يسعون في الاستكثار من هذا الحطام ولو كانوا لا يملكون من المال ما يوصلهم إليه، فلجؤوا إلى الدَّين حتى غرقوا في بحاره، وتحمّل كثير من الناس من الدَّين والأقساط ما يعجز عن سداده، ونسي هؤلاء أو جهلوا ما ورد في شأن الدَّين وخطره، وإليك هذه الأحاديث: عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام رجل فقال: يا رسول الله، أرأيت إن قتِلتُ في سبيل الله تكفَّر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعم، إن قتِلتَ في سبيل الله وأنت صابر محتسِب غير مدبِر))، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كيف قلت؟)) قال: أرأيتَ إن قتِلت في سبيل الله أتكفَّر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((نعم، وأنت صابر محتسب غير مدبر إلا الدّين، فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك)) رواه الإمام مسلم.عن جابر رضي الله عنه قال: توفي رجل فغسّلناه وكفناه وحنطناه، ثم أتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عليه، فقلنا: تصلي عليه؟ فخطا خطوة ثم قال: ((أعليه دين؟)) قلت: ديناران، فانصرف فتحمّلها أبو قتادة، فأتيناه فقال أبو قتادة: الديناران عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قد أوفى الله حقَّ الغريم وبرئ منها الميت؟)) قال: نعم، فصلى عليه ثم قال بعد ذلك بيوم: ((ما فعل الديناران؟)) قلت: إنما مات من الأمس، قال: فعاد إليه من الغد قال: قد قضيتهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الآن بردت عليه جلدته)) رواه أبو داود وغيره. فشأن الدّين عظيم أيها الإخوة، فليت شعري لِمَ يحمِّل الإنسان نفسه ما لا يحتمل ثم يؤول به الأمر أن يصير مرتهنًا بدينه؟! وقد كان يكفيه أن يرضى بما قسم الله له فيكون أغنى الناس. وتأمّل حاله صلى الله عليه وسلم وكيف رضي من هذه الفانية بالقليل وهو الذي لو شاء أن تكون له جبال الأرض ذهبًا وفضة لكانت، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة بن الزبير: ابنَ أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، فقلت: ما كان يُعيشُكُم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء. وعنها رضي الله عنها قالت: كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدم حشوه ليف. وعنها رضي الله عنها قالت: لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز وزيت في يوم مرتين. ولذلك كان من دعائه صلى الله عليه وسلم : ((اللهم قنعني بما رزقتني، وبارك لي فيه، واخلف علي كل غائبة لي بخير)). أما الوصية الثالثة ـ أيها الإخوة ـ فهي: ((وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا))، وقد جاءت هذه الوصية في كتاب الله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) [النساء:36]، بل قد أكد الله تعالى حقَّ الجار، فكان جبريل يوصي الرسول صلى الله عليه وسلم بالجار حتى ظنّ النبي صلى الله عليه وسلم أن الجار سيرث جارَه مثل أهلِه وقرابته. وحقوق الجار التي جاء بها الشرع كثيرة، فينبغي للمؤمن المحافظة عليها لما يترتّب على ذلك من الألفة والمودة، وهي مقصد من مقاصد الشرع. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن)) قيل: من يا رسول الله؟ قال: ((الذي لا يأمن جاره بوائقه)) متفق عليه. والبوائق هي الغوائل والشرور. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم :كيف لي أن أعلم إذا أحسنت وإذا أسأت؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إذا سمعت جيرانك يقولون أن قد أحسنت فقد أحسنت، وإذا سمعتهم يقولون: قد أسأت فقد أسأت)) رواه ابن ماجه وهو حديث صحيح. ومن أعظم حقوقه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر والتعاون معه على البر والتقوى. وليحذر الجيران من أمور قد تكون يسيرة توقع بينهما الشقاق والخلاف، فقد يقع بين الأولاد إشكالات وأمور، فيجب أن لا يسبب هذا الأمر تنافرًا وتباغضًا بين الآباء والأمهات، فتقع القطيعة والهجران بين الكبار، وقد تعود المياه إلى مجاريها بين الصغار ونفوس الكبار ما زالت مشحونة وفيها ما فيها.
الوصية الرابعة: ((وأحِبَّ للناس ما تحبّ لنفسك تكن مسلمًا))، وهذا خلق عظيم ومنزلة رفيعة يرتقي إليها المسلم حين يحبّ الخير لجميع المسلمين، فيسعى في هدايتهم وإيصال الخير لهم، فيتعاهدهم بالنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. إن المسلم لا يقدّم لمجتمعه إلا الخير، فإن لم يفعل أحجم عن الشرّ وأمسك عن الأذى. والمسلم الحق هو الذي يفعل الخير دومًا، ولا يصدر عنه شرّ؛ ذلك أنه ينطلق من قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مل يحب لنفسه))، وحب المسلم لإخوانه المسلمين ما يحب لنفسه يعني الحرص على نفعهم ودفع الأذى عنهم، ويعني شيئًا آخر يميّز الفرد في المجتمع الإسلامي، وهو فاعليته ونشاطه ودأبه في خدمة إخوانه المسلمين، صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة)). وما أجمله من مجتمع حين تسوده هذه الروح الجماعية في وقت غلبت فيه الروح الفردية على كثير من الناس، حتى أصبح لا يهتمّ إلا بخاصة نفسه ومصالحه الشخصية. أما الوصية الخامسة فهي: ((ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب))، فالإسلام لا يريد من المسلم أن يصبح مهذارًا كثير الضحك ميّت القلب، فحين يحصل ما يستدعي التبسّم أو الضحك فله ذلك بالقدر الذي لا يكون فيه مبالغة أو امتهان لنفسه أو غيره. ولقد كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أكملَ الهدي وأفضله، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعًا قطُّ ضاحكًا حتى ترى منه لهواته، إنما كان يتبسم. متفق عليه. وعن عبد الله بن الحارث بن جَزْء رضي الله عنه أنه قال: ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا ضحك، وفي رواية: إلا تبسم. رواها الترمذي في الشمائل. فاعملوا عباد الله بهذه الوصايا تفلحوا وتفوزوا إن شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://minbar.yoo7.com
 
وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنبر الإسلامي :: السيرة النبوية-
انتقل الى: